ما بال شِعري غدا كالموج مضطربا
والحرف في لجج الأحزان مكتئبا
ما باله قد غدا من بعد ألفتنا
ينازع النأي هجراً كلما طُلبا
سألته الوصل لكن لم يطاوعني
بل فر مني وقد ظنيته اقتربَ
أباتُ ليلي وأشواقي تحاصرني
أناجيَّ البدر في الظلماء والشهب
يُسقى فؤادي بكأسٍ كله غصص
فيصدر الآه حرى كلما شربا
يثور وَجدِي إذا حلَّ المساء لظىً
يظل ينهش في الأحشاء ملتهبا
والسهد خِلٌ مقيمٌ لا يفارقني
وطيب النوم من عينيَّ قد هربا
وما اطمأن لجنبي مرقدٌ أبدا
وكيف أهنأُ فرشا شائكاً أَشِبا
وحين أعزف من قيثارتي نغما
يرد ليلي صداه واجما كرِبا
يا غربة الروح في دنيا البعاد فهل
سيرجِعُ الدهرُ ماضٍ بعدما نُهِب
إنى تذكرت والآهاتُ تخنقني
ما ضاع من أنس ايامي وما ذهب
ليل الأسى طال والآمال قد جدبت
والعمر يمضي وما أعطانيَ الأربا
من للغريب بليل اليأس يؤنسه
فسيفه فلَّ قهرا والجواد كبا
أسائل البدر عن حلمٍ يراودني
خبأته في حنايا الروح مرتقِبا
رغم الأسى لم يزل حياً بأوردتي
ما كلََّْ من وصبِ الأيام أو تعب
قد بات يرقب نور الفجر في شجن
ويرتجي ليلة تمحى بها الحجبا
يروي القواحل في نفسي ويسألني
أأنت تدري بما في اللوح قد كتبا
فطمئنِ النفس بالآمال أحسنها
وافرد جناح الرجاء ولتتبع السببا
ستنبت الأرض من طياتها فرجاً
وتمطر المزن سعدا بعدما انتُهبا
مازال لي أمل يحدو فيطربني
بالله يحيا وقد زف المنى طرِبا
Moh'd ✍️, 7/2/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نرحب بأراءكم وتعليقاتكم